وصل عدد تنزيل تطبيق تيكتوك إلى 1.5 مليار ويسعى حاليًا إلى التنصل من روابط الحكومة الصينية

تيكتوك هو إما الشيء الكبير التالي في التسويق الرقمي، أو ببساطة بدعة حديثة ستنتهي قريبا.


عامة لا يبدو أن شعبية تيكتوك تتباطأ، فوفقًا لأحدث البيانات من سينسور تاور، تجاوز الآن تطبيق الفيديو القصير 1.5 مليار عملية تنزيل في جميع أنحاء العالم، مما يجعله ثالث أكثر تطبيقات الألعاب تنزيلًا خلال العام (بعد واتسآب و ماسينجر).

لقد أثبت التطبيق شعبية خاصة في الهند التي حازت بأغلب تنزيلات تيكتوك عبر آب ستور وجوجل بلاي، حيث حصلت على 466.8 مليون، أو حوالي 31 ٪ من جميع التثبيتات الجديدة في البلاد.. وحققت الصين ثاني أكثر التنزيلات للتطبيق، حيث بلغت 173.2 مليون أو 11.5٪، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة، حيث حصدت 123.8 مليون تنزيل أو 8.2٪.

إن النمو في الولايات المتحدة جيد، لكن الهند التي تضم أكثر من 1.3 مليار مواطن، واقتصاد رقمي سريع النمو، قد تكون أفضل لمستقبل التطبيق على المدى الطويل؛ إذا أصبح تيكتوك هو التطبيق الذي يجب أن يكون بين المستخدمين الهنود الأصغر سنا، فسيحقق نجاحا كبيرا وإمكانات إعلانية ضخمة في هذا السوق.

ومع توسيع النطاق، تبحث تيكتوك أيضًا في شراكات جديدة لبث الموسيقى، مما سيمكنها ليس فقط من ربط مستخدميها بالموسيقى القابلة للتنزيل من كبار الفنانين، بل سيسهل أيضًا إنشاء مكتبة الموسيقى الخاصة بها، والتي يمكن للمستخدمين بعد ذلك البحث فيها، إضافة إلى مقاطع فيديو تيكتوك الخاصة بهم.. كما تقوم تيكتوك أيضًا بتجربة أنواع الإعلانات الجديدة التي يمكن أن تتوسع في إمكاناتها للعلامات التجارية والشركات.

ومن ناحية أخرى، يخضع تيكتوك للتحقيق بشأن صلاته المحتملة بالحكومة الصينية، فيما يتعلق بالبيانات التي يجمعها عن المستخدمين، إذا جاءت الحكومة الصينية لـ تيكتوك وطلبت جميع البيانات التي لديه كجزء من جهد مراقبة أوسع، فمن المحتمل أن تخضع الشركة بخلاف مسائل الرقابة والمشاركة المحتملة للدعاية الشيوعية بين شباب الدول الخارجية.

وتعمل تيكتوك لتنأى بنفسها عن مثل هذه الادعاءات، حيث تحدث "أليكس تشو" أحد مؤسسي Musical.ly  والقائد الحالي في تيكتوك، لصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع عن هذه المخاوف وكيف ترى شركته ذلك:
حسب صحيفة نيويورك تايمز:
وقال": لا تيكتوك لا تفرض رقابة على مقاطع الفيديو، وإنها لا تشارك بيانات المستخدم مع الدولة، أو حتى مع شركتها الأم التي تتخذ من بكين مقراً لها، حيث يتم تخزين جميع البيانات المتعلقة بمستخدمي تيكتوك في جميع أنحاء العالم في (فرجينيا)، مع خادم النسخ الاحتياطي في سنغافورة. "
وإذا طلب منها تسليم بيانات المستخدم من قبل الحكومة الصينية؟ قال تشو إن الشركة سترفض.

لكن تشو يقوم بإجراء مقابلات مع العلاقات العامة في أمريكا، مما يوضح مدى قلق تيكتوك بشأن مثل هذه التقارير، وتشير شائعات أخرى إلى أن تيكتوك قد فكرت في إعادة تصميم العلامات التجارية بالكامل لإبعاد نفسها عن أصلها الصيني، في حين سعى العديد من المسئولين التنفيذيين في الشركة إلى تهدئة المخاوف حول الرقابة على المحتوى.

وهناك أيضًا مخاوف بشأن عدد المستخدمين الفعلي، فربما تم تنزيل التطبيق 1.5 مليار مرة، ولكن التنزيلات ليست هي نفسها عدد المستخدمين النشطين، الأمر الذي كان تيكتوك أقل استعدادًا له وهو هذه المخاوف والتي يمكن أن تصبح مشكلة كبيرة، أو كما تحرص تيكتوك على بث الطمأنينة فقد لا يكون هناك شيء.

وربما يخرج تيكتوك الشهر المقبل بتقارير تفيد بأن لديها 500 مليون مستخدم نشط في أمريكا، وهو ما سيكون ذا أهمية كبرى، وهذا بدوره يؤدي إلى موجة جديدة من المعلنين يتدفقون إلى التطبيق، وبغض النظر عن نقاط الضعف المحتملة هذه، فربما يضيف التطبيق روابطًا للمبدعين، ويسهل تدفقًا جديدًا بالكامل من الاستثمار.. وهذا يمكن أن يكون كافيا لمساعدته على إنشاء أسس جديدة للنجاح المستمر، و ربما نحن لا نعرف في هذه المرحلة ما سيتم.

هل هذا يعني أنه يجب عليك تجنب هذا التطبيق تماما؟ يعتمد ذلك على جمهورك، والسوق الذي تحاول الوصول إليه، ويعتمد على موقفك اتجاه القضايا المذكورة أعلاه والمكان الذي تعتقد أن تيكتوك يتجه إليه، لكن الصورة الكاملة لا تزال غير واضحة بنسبة 100٪ بخصوص التطبيق الآن.

وقد يكون عام 2020 هو عام تيكتوك، وإذا استمر في صعوده في الهند، فقد يكون على الطريق الصحيح ليصبح المنصة الاجتماعية الكبيرة التالية، وعلى هذا فإن الدخول الآن وتأسيس حضور قد يكون له بعض الفائدة، أو يمكن أن تتعثر وتراجع.

من الصعب تحديد الطريقة التي تسير بها الأمور، لكن هذا أمر لا شك في أنه سيتم مناقشته من قبل العديد من فرق التسويق التي تتجه إلى العام الجديد.